-A +A
شموخ أحمد
نعيش حاليا في زمن المشاهير بتعدد أنواعهم وأعمارهم والأسباب التي أدت إلى شهرتهم في وقت قصير، لا أعلم ما تاريخ ذلك المشهور، وما الذي فعله وقدمه لمجتمعه، حتى نال تلك الشهرة، سواء كانت عن طريق سُخريته في برامجه الخاصة، أو موقف عفوي أو كثرة ماله وحياة الرفاهية التي يعيشها أو حتى لو كان وسيما في برامج التواصل الاجتماعي. لذا لن أتطرق لأسباب بل لمقارنة بين الإعلامي والمشهور!

أسهمت التكنولوجيا وتطورها في تسهيل الحياة وإيصال الأصوات وتجربة العيش داخل كل أسرة أحد أفرادها «مشهور اجتماعياً»، وأعني بذلك أنه بات من السهولة معرفة تفاصيل أي شخص وأسرته، ما يأكله ويلبسه، وما يهمني من ذلك كله هو حقيقة مصدر تسميته بالإعلامي، كيف ومتى حدث ذلك؟


هل مسمى «الإعلامي» أصبح رخيصا أو لم يعد لديه الهيبة ومن السهل لكل شخص استعارته أو حتى تبنيه؟ سأجرم نفسي عندما أمنح شخصا عاديا مكانة الطبيب والتعريف عنه بأنه «دكتور» وهو ليس كذلك لأنه لم يدرس الطب.

لا أنكر دور الناس العامة في خدمة مجتمعهم عن طريق برامج التشهير والشهرة لأنهم بالفعل كانوا كإعلاميين، لكن يبقى الإعلامي الحقيقي هو من خدم الإعلام بممارسته طويلاً أو تخصص في معرفة أساسياته وقوانينه، والمشهور هو من عرفه الناس في نطاق محلي أو عالمي.

ما يقلقني ويحزنني حقاً هو تغييب الإعلاميين الحقيقيين عن الظهور، بينما يتم تسليط الأضواء على مشاهير في كل مكان لضخامة جماهيرهم فقط وبتزييف لقبه! بل أيضا لتأثيرهم بشريحة واسعة كما يزعمون بـ «الإعلاميين المؤثرين».

ليس من الضروري أن يمتلك الإعلامي ملايين المتابعين لكنه سيظل إعلاميا، في حين إذا فقد المشهور متابعيه لن يصبح مشهورا بعد الآن.

بالمقابل «قد يصبح الإعلامي مشهوراً، لكن المشهور لن يكون إعلاميا بسهولة».

mediash95@gmail.com